من تحت رماد الحروب وجرحِ الندى بقلم الاعلامي حيدر الحسيني
من تحت رماد الحروب وجرحِ الندى
ومن ضيعةٍ كانت الشمس فيها تُهدى
من الزواريب لمّا الليل فيها بدا
ومن الضاحية الشامخة رغم الردى
طلعت حكايتنا بنبضة حب وحدا
كأنك صباحي بعد ما غابت المدى
يا بنت بيروت اللي دمّا اتحدّى
وعيونك فجرٍ فوق أشلاء الصدى
من بين أنقاضك زرعت الوردا
ومن كحل رمشك زهر نيسان غدا
ما كنت أعرف إنّك الوطن والهدى
وإنك بحضني راجعة بعد المدى
بيروت كانت تبكي والقلب بدا
والناس عالأوجاع عايشة وابتدى
مشوار عمري، وانتي بقلبي غدا
صوتك يداوي كل نزف وشكوى بدا
جايي من قلب القنابل والردى
وحبك سلاح ما بيقهره حدا
قلبك جريح ومتل قلبا بلدا
بس فيك عزّة ما بتموت أبدا
يا ضاحية، يا دمعة، ويا عنفوان
منك تعلمت إنو الحُب كمان
بيولد من بين الركام والدخان
وبيغني الحنين لو مات الأمان
يا كحل ليلاتي، ويا أجمل حنين
منك تعلمت كيف من وجعي أزين
كيف البكا يصير لحن العاشقين
وكيف الزهر بيطلع من صدر الحزين
عشقتك من دمع البيوت الطايرة
ومن حيط عتيق عليّك الصابرة
من قهوة بالحيّ ختّيارة سامعة
كل وجع بصوت صبايا صابرة
من شارع فيه الولد كان يغني
رغم الرصاص اللي بصدرو يتني
ومن وردة حمراء على باب أمني
عرفت إنك حبّي وقسمي وطني
إنتي الجريحة، بس ما عم تستسلمي
وإنتي الحبيبة، لو عليكي المأتمي
قلبي على دربك لو النار بتضمي
وحروف اسمي بعيونك بتنرسمي
يا بنت ضاحية، بحُبّك فزّ الندى
وكل الجراح صارت معك وردة هدى
يا حبّ بيكبر من الحطب والردى
منك عرفت إنّو الجمر بعيوني بدا
قلبي تعلّم منك معنى الصمود
وانتِ بهالزمن كلكي عن جد وجود
من حيّك النازل صرخات البنود
غنيتلك، وانتي بحالي نبض وعود
كل الرصاص اللي مرق، حبّك عبر
وكل الخطر خلاني حبّك أكتر
كأنك وطن، وكأنك صرخة سطر
وكل الحكايات بتبدا منك وتذكر
لما العصافير هربت من الخطر
صوتك بقلبي كان غنوة بالسَّحر
وجّك سراج، بيضوي القلب انكسر
وانتي الملاذ بحالة الحرب انفجر
حبك نزل متل المطر عالتّراب
رجع لي الروح، بعد ما كانت سراب
منك تعلمت إنو الحنين عذاب
وإنك دواي، وانك أجمل جواب
يا زهرة النصر اللي طلّت من الجراح
يا ضحكة بتفجّر الدمع والنياح
حبك حكاية، ما بينسى صباح
حتى إذا الليل بيغدر بالأرواح
شو فيك شي ما بينوصف بالحكي
رغم الألم، عيونك أحلى من البكي
كل حيّ منّك في قصة وشوي
من طفلة ضاعت ورجعت تتخبّي
هيدي الضاحية، وهايدي الأرض إلنا
مهما اشتدت، ما بتكسر قلبنا
حبك نبت من وجع دمّنا
وصار القمر يشهد ع دربنا
عيونك عيت تبكي، صاروا يندهوا
والنجمة من فوق بتغار وتشهقوا
يا أجمل إنسانة لو متعَبوا
بضلّ غني باسمك، ما بينطفوا
صار حبك سلاح وإيدي اللي تحمي
صار اسمك تراب وشوقي بيضمّي
كل الطفولة في عيونك بتحكي
وكل الحكايات بتبدا من دمي
لو ظلّ فيّ نفس بضلّ حبّك
لو كل الناس خانت، قلبي جنبك
شو ما يصير، من الحرب لظلك
إنتي الختام وبدايتي حبّك
وكل ما بيرجع صوت المدافع
بسمّي اسمك، وبدمّي طالع
لو ألف غيمة، حبك شمس ساطع
إنتي الأمل، وضحكتي الراجعة واقع
بضلك بقلبي حتى لو صار الرماد
سقف البيوت، وغاب وجه الولاد
وحتى إذا الحب ما عاد ينزاد
إنتي قصيدتي اللي ما بيخلص مداد
وإذا سألوني عن سبب هالعناد
بقلّن: حبك من إيماني زاد
لو بيروت نزفت، وضاع الامتداد
انتي دواها، وانتي آخر معاد
بقلم العاشق الصحفي
حيدر الحسين